مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الثلاثاء، 21 فبراير 2006

نص الإعلان رقم 2




زياد الرحباني

حضرات المستمعين والمستمعات

تحية وبعد،

ربطا بالإعلان رقم واحد اليكم الإعلان رقم 2: السلام عليكم وعليكم السلام.

رحمة الله على جميع الشهداء، وآخرهم شهداء العام 2005 وأولهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

يا حرام. يا حرام. لنو كل واحد راحت عليه وحدو. مع الأسف الشديد الانفجار. (موسيقى) بأمان الله نبدأ بالعناوين (جينغل نشرة أخبار صوت الشعب بتوزيع مختلف بشكل طفيف ترافق صوت الرحباني على طريقة تعداد العناوين) اولاً الرقم 14، ثانياً فندق البريستول، ثالثاً قاضي التحقيق الأول رشيد مزهر، رابعاً الثورة في يوم واحد، خامساً حادثة الأشرفية في 5/2/2006، سادساً الطموح اللامحدود حسناته وسيئاته، غونداليسا معوّض، سابعاً لبنان اولاً في 2 شباط 2006، ظاهرة تحسن نوعية تسجيل صوت أيمن الظواهري في بياناته، تاسعاً وأخيرا وليس آخراً: أين هو مركز القاعدة في العالم، المركز الرئيسي. وهذا بمثابة حزورة الإعلان رقم 2، ولمن يود الاتصال ممكن الاتصال على أرقام صوت الشعب أو بالشهيد الحي. (جينغل نهاية العناوين وبداية النشرة)

. <<دأبت إذاعة صوت الشعب وعلى مدى يومين على بث إعلان بعنوان إعلان رقم واحد، وفيه ما يقول <<منعاً للوقوع في التشويق الرخيص>>. هلق بالفعل انبث هالشي على مدى يومين، انبث الإعلان.. كثير يمكن، بس ما كان المقصود التشويق الرخيص. إنما، بتعرفو اكيد كلكم، شو يعني انو اوقات الواحد ما يعرف منين بدو يبلش. مثلاً إذا عم يزق بيت، عم ينقل من بيت لبيت منين بيبلش، أو إذا موظف متراكم عندو كمية معاملات، او إذا قالتلو مرتو لواحد احكيني صراحة بشو أنا مقصرة، منين بدو يبلش؟ فكيف اذا بدو يحكي كمواطن عن شو عم بيصير؟ أكيد مش كلمة لبنان اولا بتهَدّيه. ولا كليب <<حرية سيادة استقلال>> بتقيمو او بتقوم فيه. لأنو مثلاً صح انو <<لبنان اولاً>> بس شو هوي، إذا <<لبنان أولا>> شو هوي الثانياً؟ آه؟ لازم تكون اولاً وآخراً،ناقصها آخراً، ولمزيد من التنوّر ممكن مراجعة مقالة الصديق والرفيق جوزف سماحة نهار 16/2 المنصرم مثل الأكثرية النيابية. وهيدا بجريدة <<السفير>> لأنو شرَح وشرَّح كلمة <<لبنان اولا>> وما رح فينا ولا بأي شكل نشرّحها أكثر منو. نحنا فينا نقول: سامعين بالخبز؟ أكيد. يعني هيدي اولاً ما بتطعمي خبز. وإذا سامعين بالخبز بتكونو يعني سامعين بالقمح. فهيدي ..وقمح! (موسيقى)

قبل الدخول في العناوين جاءنا الفاكس التالي: ما معقول يكون السفير الروسي بيحكي عربي أحسن من الأستاذ كارلوس ادّة. يعني خاصة انو الأستاذ مشترك بثورة لبنانية. وبس نقول بتعرف تحكي عربي؟ بيكون قصدنا بتعرف تحكي لبناني. أو انو يحكي عربي من النائب نايلة معوض استاذة النائب سولانج الجميل باللغة العربية، كما وهي أستاذة رشيد الشرتوني السرية الله يرحمو. وهيدي معلومات ما بيعرفوها لا جمهور 14 آذار ولا 8 آذار. طيب ليش بدو دايماً يصاقب هالفريق اللي كان اسمو اليمين اللبناني، عربيتو ضعيفة؟ هلق حدا قايل انو الفينيقي ما كان يحكي عربي يا ترى؟ ما على علمي. ولا سعيد عقل الله يطول بعمرو. طيب كيف كان يتاجر هيدا اذا ما كان يحكي عربي؟ وكيف كان عم يفتح العالم؟ ما هوي مفروض محتكر الحرف، ومصدّرو كمان! ربما صدّرو بس هوي ما عاز يجربو؟.. في شي مش راكب هون، تاريخياً. بعدين أي حرف منن صدّر؟ ما بعرف. لست أدري. بس اللي اكيد انو نجحت معو هالبيعة. لأنو انتشر وتم استثمارو من شعوب كثير بالعالم، وخاصة الشعوب العربية، باستثناء فندق البريستول. هذا بحسب الفاكس اللي وصلنا. شكراً. (جينغل فواصل صوت الشعب)

بالعودة الى العناوين <<الخبر الأول الرقم 14. تجددت وتزايدت في السنتين المنصرمتين الأربعتعشات بشكل ملفت وذلك في حياتنا السنوية. هل هي مجرد صدفة؟ وما سر هذا التطابق ومن يعرف كم 14 أصبحنا ننتظر في العام الواحد؟ بالعودة الى الذكريات: 14 السيئ الذكر هو اغتيال الحريري. وهو بنفس الوقت عيد العشاق الذي لم يحصل. وحسناً. لأنو هيدا عيد جديد علينا مثل البيئة.. اخبار البيئة. 14 آذار الثورة العظيمة ولنا عودة اليها. هلق في رقم منّو 14 بل سبق الأربعتاعش اسمو 8. وكان 8 آذار تحديداً. هلق بجمع بسيط بين 14 و8 بيطلع معنا اتنين وعشرين. هل هالرقم بيعني لحدا شي على صعيد الوطن؟ هوي بالتشارين بيحصل عادة. ولكن، حتى اللي بيعرف شو يعني هالعيد منقللو: الويل لأمة لن يحصل فيها ذلك. هلق عنا كمان جفت للصيد مش 8 و14. وما بيقدي لهالمناسبة العظيمة. بتفرق يوم. وعنا لعبة اسمها 14. وهيه أسوأ ما في الأربعتاعشات كلون. لأنها لعبة، بالنهاية، لعبة ورق، والإعلان اليوم مش بقصدو ابداً لا يدافع عن لعب الورق، لانو بيعتبر انو هيدا كما يقال شرعاً: ميسر. وهالاعلان ضد الميسر وضد الربا وضد الفايدة. وبالتالي ضد اللوتو وضد اليانصيب بعزاهم. (جينغل نهاية الخبر) الخبر الثاني: فندق البريستول. عن فندق البريستول فندق من الدرجة الأولى وهو عريق ومصنف بعدة نجوم، لكنه مؤخراً زاد نجوماً وكان ذلك في 2005 وبداية 2006. فقد أصبح يرينا نجوم الظهر، بوضوح. فهي منقولة حتى على التلفاز، وهي نجوم الظهر اليمينية، أو اليسارية الخلاسية، لكنه ما زال فندقاً مرموقاً، رغم ان إدارته لا تعرف ماذا يفعل بالزبط هؤلاء الثوار المجتمعين وبشكل مربع، وقد بدأوا ينقصون. وتراهم إدارة الفندق كما نراهم على التلفاز يضحكون أكثر مما يتجهمون، رغم جذرية وقطعية المواقف.(فاصل) منيحة جوقة البريستول شو بدك(ضحك) خاصة مع وليد عيدو والياس عطالله. وعاملة ثورة بيوم واحد!

جاءنا عن قاضي التحقيق الأول وبعتقد الأخير، السيد رشيد مزهر انو شغلو لفوق راسو: صحيح ومؤسف. لأنو بعتقد رح يزيد شغلو لسوء الحظ، لسوء حظّو وحظنا. مع أنو معروف القاضي رشيد مزهر بالنزاهة وبالعدل بس مش عدل إطلاقاً يتسلم هالقد قضايا بنفس الفترة. بركي شوي بيقدرو يخففوا عنو الدرك؟ أو الدرك المدنيين الجدد. انا هيديك الليلة وقفنا شخص، كنا شخصين بسيارة، مدني بالليل قال: الشباب.. تصورت بدو يقول منين؟ او هويات. قال <<الشباب لبنانية؟>>. قلنالو <<لحظة>>، وبلشنا نسحب الهويات. قال <<لأ، لبنانية؟>> ما بعرف إذا هيدي منيحة، بس جديدة.(فاصل)

<<نعتذر لعدم متابعة تفصيل عناوين الإعلان لضيق الوقت. بس بالنهاية بحب بس قلك، لتتذكر يعني: انو بس تبقى عم تقرا جريدة الخميس، بتكون عم تقرا أخبار الأربعا. كيف؟ أقرأ جريدة الأربعا تلاحظ أنها جريدة التلاتاء. ما في جريدة الأربعاء نهار الأربعاء يا خروق! فيك تطلّع هيك جريدة وبحالة واحدة: إذا كنت رامسفيلد او وولفوويتز أو بولتون. وجريدتك بدها تكون عم تحكي عن كابول وبغداد وخارطة الطريق لفلسطين.

أسعدتم اوقاتاً. إذا وللتذكير، حزورة الإعلان رقم 2: أين هو مركز القاعدة الرئيسي؟ أبقوا معنا وإلى اللقاء مع الإعلان رقم 3، ومع مختار الرميلة في 87 / 88 ونائب طرابلس في 2005 ..أووووه. جخة! ومع عوانس رئاسة الجمهورية، يا الله، اللي طلعو من القرنة وفوق ذلك فطمهون البطرك>>.

***********

الخميس، 9 فبراير 2006

من سليمان رمضان الى سمير القنطار


ضفدع. هو عيدية سليمان لسمير في الذكرى الثانية لبقائه وحيداً في المعتقل الاسرائيلي بعد تحرير الآخرين. إنه الضفدع الذي ما زال سليمان يحدو له كل ليلة لينام هنيئا ملء وطنيته. يرعاه. يكرمه. يسرده <<لكل من يريد ان ينسى القضية التي بترت رجله اليمنى>> في مستشفى رامبام في تل ابيب اثر اعتقاله اثناء عملية لجبهة المقاومة الوطنية في عام 1985 ثم سرقت خمسة عشر عاما من عمره في معتقل الخيام حتى جاء التحرير فأطلقها. الضفدع الذي <<اخترعه كل الاسرى وغفوا هانئين على قصته على اسفلت زنازينهم في المعتقل>>. هو الضفدع الذي عمّر وطناً له على ضفة نهر وربّى زهوره وطحالبه مليا. واذ مر صياد دعس على وطنه فتبعثر ثم اكمل فدعس عليه ومزق أمعاءه فصاح الضفدع: <<آخ يا وطني>> فجاوبه الصياد: <<بئس وطن يمزق الأمعاء>>. وسليمان كما يقول <<هو الضفدع الذي ما زال يتحسر على وطنه وعلى سمير الذي ما زال يعمّر وطنه ويربي زهوره مليا ليوم لا بد آت>>

حدث اخيرا انه قبل اسبوع تماما سمح سليمان لأحد برؤيته والحديث معه. حدث هذا كما يقول <<فقط ليسلمنا عيدية سمير>> ثم يذوي الى اعتكافه من جديد في ضيعته التي لا يغادرها الا للضرورة القصوى. حدث هذا ايضا لأنه استحصل قبل اسبوع تماما على عمل في كافيتيريا مستشفى الامل الجامعي في بعلبك. فصار لسليمان انتماء جديد لطالما ركله عصاه الذي يسبق خطاه. حتى صارت هذه الكافيتيريا الصغيرة كل يومه ومجتمعه وناسه اذ يفتحها منذ السابعة صباحا حتى الواحدة ليلا. بالنسبة له لا بأس اذ انه العمل الاول الذي يقبل سليمان منذ خروجه من المعتقل. الاعوام الخمس التي مضت الى الآن يستذكرها سليمان على مضض اكثر بكثير من الاعوام الخمسة عشر التي قضاها معتقلا. يقول سليمان ان اطرافا عدة عرضت عليه مناصب ووظائف لقاء تعديلات يدخلها على ثوابته ومعتقداته فاختار دوما عدم المساومة. لذا بالفعل لم يتغير. بل يهمه ان يؤكد لكل رفاق الجبهة الذين لم يروه منذ اعتكافه انه ما زال <<عقلاته صعبين وبعده مصدق الثورة والقضية والنضال>>

يذكر كبير الجلادين في الخيام الذي <<اخبره ان الشيوعية انهارت فقال انه لم ينهر>>. ما زال شيوعيا كما كان منذ اكثر من عشرين سنة. لذا لم يعد لديه <<مكان بين الرفاق والقياديين في الحزب ولم تعد له بيروت>> كما يقول. فقط تغير فيه وزنه الذي زاد والطرف الاصطناعي الذي ركّبه قبل اربع سنوات والعصا التي لا تفارقه مثل عائلته التي كبرت حتى اتسعت لزوجته سامية وأطفاله الثلاثة نينيل وخالد وآمال

لم يعد سليمان يتابع الاخبار او يقرأ الجرائد منذ ان بدأ <<قرفه>> بعد اختباره الحرية التي حلم بها. لكنه يطمئن دوما على سمير. على ما يقوله في رسائله ومواقفه. يطمئن ويحزن لأجله. بل يعذر ما فيه سمير. اذ يذكر انه عندما كان في المعتقل كان يلتقي برفاق يعتقلون للمرة الثانية فيقولون له ولا يصدقهم ان <<الحرية في الخارج التي يتفانون من اجلها ليست كما يعتقدون بل اسوأ بكثير>>. سمير الآن مثله آنذاك <<لن يصدق ان الحلم لا يسعه إلا المعتقل ما دام فيه>>. لكنه يأسف ان سمير انزلق الى جوقة الرد والرد على الرد. <<ليست السياسة لسمير الثابت لأن ليس لها صديق او عدو دائمين بل مصلحة دائمة>>

اكثر ما علق بذاكرة سليمان من معتقل الخيام كانت مصافحة رابين وعرفات. <<فكم سيعلق بذاكرة سمير المسكين من هناك ومن هنا؟>>. لذا يتحضر سليمان للنزول الى بيروت لاستقبال سمير يوم خروجه. في ذلك اليوم يقول انه قد يرى البلد بأمه وأبيه يستقبل سمير في المطار وقد لا يرى الا امه في انتظاره. <<لان هذا مرهون بالظرف الراهن حينها الذي يحدد مصلحة الناس لاستقباله ام نسيانه>>. لكن سليمان على الاقل بانتظار سمير مع ابنائه الذين يعرفون ان فلسطين عربية حرة وأن اباهم ولد يوم انطلاق الثورة الفلسطينية منذ سنتهم الاولى. سيحزن كثيرا لأجله <<عندما يعرف ان لا وطنية وشرف الا في الزنازين حيث كان>>. ويتمنى <<لو انه يصدق منذ الآن فلا يصدم ثم يعتكف بعد خروجه>> كما فعل هو

لم يبق لسليمان رفاق او حزب او ارث سوى الثوابت التي اجبرته احيانا <<لأن يأكل من لحمه على ان يساوم على تاريخه>>. بقي معه القليل الوافي ليستحق استقبال سمير في حريته. بقي سليمان مع الضفدع الذي تخلى عنه رفاق الاسر في حريتهم. عيدية سمير في عيد الحرية

الأربعاء، 1 فبراير 2006