مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الجمعة، 29 أغسطس 2008

في استقبال سمير القنطارعلى طريق المطار- في صوت الشعب - في عبيه


على طريق المطار
الوقوف لساعات طوال بانتظار الإفراج عنهم لم يكن همنا ، كل ما كان يهمنا أن يصلوا .. كنا كثر..نرتدي قمصان وقبعات عليها صور سمير.. قمصان " نادي أصدقاء صوت الشعب" وقمصان "الحزب الشيوعي اللبناني".. الأغاني الثورية لم تسكت .. ومريم تقف قربي تتابع عبر "صوت الشعب" تفاصيل عملية الإفراج..بين الحين والآخر كان يصلني اتصال يعلمني بأن الموعد اقترب وأن سمير سيحط بعد لحظات في المطار.. عفيف وأحمد يأتيانا بالماء.. هو يوم صيفي حار.. لكنه يوم غير عادي .. يسأل أحمد هل من جديد ويناول جيراننا بعض الماء.. غيفارا يدردش مع الرفاق بالقرب منا.. وهناك على الجهة المقابلة يقف غياث وأيمن وباقي الرفاق والرفيقات.. لا أحد يقف في مكان...فجأة .. تظهر طائرة هيليكوبتر تحلق باتجاهنا.., أوجه الكاميرا نحوها ، من المؤكد انه فيها.. تظهر وراءها طائرة أخرى.. فتغط الأولى .. لا زالت الطائرة الثانية تحلق بشكل دائري .. وتعود فتلحق بالأولى.. في أي منهما يجلس سمير؟.. نحتار.. هل فعلا هو في إحداها؟؟ تكتر التخمينات ،، فنصل إلى أن ..المهم أن يصل ..
ننتظر مجدداً.. فنسمع عبر "صوت الشعب" مجدداً أنهم وصلوا ..و.. كلمات الترحيب.. و..
في حوالي الساعة الثامنة والنصف يعلو صوت الزمامير والهتاف يزداد وصوت الأغاني الثورية يصدح و و,,,و,, ها هو الموكب .. أعداد المستقبلين المنتظرين زاد أضعاف أضعاف فترة بعد الظهر.. فأعاقت سيره .. اضطر جهاز الأمن لدفع الناس للوراء كي يتابع .. من أين أتت كل هذه الناس؟؟ لقاء الأحبة دفعهم للنزول بهذه الكثافة لحظة خروج الأسرى الى طريق المطار..
مر موكب سمير، وأنا التي أصرت على أن تكون هناك بين المستقبلين .. وجهت الكاميرا نحو الموكب..لكن رؤيتي لسمير انستني كيف أوجه الكاميرا وكيف آخذ الصور.. كانت عيناي مسمرتان نحوه هو.. لحظات هي..تنبهت بعدها أنني لم ألتقط وجهه ليظهر في فيلم التصوير.. ما هم..انه هنا.. سوف أصوره عن قرب لاحقاً..
***

في الإذاعة

تتصل بي مريم من خارج بيروت وتعلمني بأن سمير سيأتي إلى إذاعة صوت الشعب الساعة الواحدة بعد الظهر.. أتفق مع أحمد لموافاتي الى هناك.. نكون هناك قبل الموعد بنصف ساعة.. تخبرنا فاتن بأن سمير سيتأخر الى الساعة الثالثة.. ننتظر في الكافيتريا..ندردش ونناقش ونشرب القهوة.. الساعة الثانية والنصف.. سمير في طريقه الى "صوت الشعب"..ننزل طابقين تحت الأرض.. ننتظر للحظات..صوت يعلو : لقد وصل... أصعد مسرعة على الدرج.. وبيدي الكاميرا..لن أنسى أن أصوره هذه المرة..يعانق الرفاق وآخذ صورة له.. انه أمامي.. يمر نزولا.. أناديه : سمير.. الحمدلله على سلامتك..وأقبله ..لأعود وأتركه يتابع نزوله إلى الأستديو..فأتنبه إلى تعبير وجهه مستغرباً وكأنه يسأل "من؟"..نصل الى مكتب الإستقبال... تقال بعض كلمات ترحيب به لهذه المناسبة.. يعرّف كل منا عن نفسه ونأخذ بعض الصور له ومعه..أركع بقرب مجلسه و أهمس له "عدت وكأن أخي المقاوم الشهيد قد عاد".. يسألني ما اسمك؟ فأجيبه وبضع كلمات أحيتني قالها لي : لي الشرف يا زينب!
يدخل الاستديو مع فاتن للقاء مباشر على الهواء.. نتجمع كلنا في الاستديو لنراه ونسمعه .. يا الله كم انا سعيدة .. لا أجد كلاماً يعبر عن مدى معنى لقاءه وجهاً لوجه..
كم كان يوماً رائعاً.. اليس كذلك يا أحمد؟
***

في عبيه

نظراً لكثرة الوفود التي تذهب للتهنئة ونظراً لكثرة مواعيد سمير، طلبنا موعد لنا "أعضاء موقع ومنتدى جمول" من سمير قبل سفر بعض الرفاق الى الخارج.. جاءنا الجواب قبل ثلاثة او اربع ايام بأنه مرحب بنا نهار الأحد الساعة الثانية بعد الظهر.. وبمجرد علمنا بالموعد بدأنا الإتصال ببعضنا وطبلت من غياث وهيليدا وضع الخبر في المنتدى..وهو ما حصل فعلا.. هكذا كنا نأخذ المواعيد... فعذراً من الذين لم يتمكنوا من معرفة المواعيد قبل اسابيع وذلك لأننا شخصيا لم نكن نعلم بها الا قبل وقت قصير جداً..
يوم اللقاء معه اتصل بي شوقي حسان واخبرني بأنه سمع بأن سمير مدعو اليوم عند احد السياسيين وان نصف سكان الجبل سيكونون عند هذا الزعيم.. اتصلت لأتأكد من ان موعدنا لا زال قائماً فيصلني الرد بأن لقاءنا معه سيتأخر ساعة اضافية اي الى الثالثة بدل الثانية كي يتسنى له الوصول على الوقت.. وأبلغنا مجدداً الجميع بذلك..
تجمعنا قرب "صوت الشعب" وانطلقنا.. مجموعة لا بأس بها من أعضاء "موقع جمول" .. وصلنا قبل الموعد بنصف ساعة..جلسنا في استراحة فرن على طريق عبيه.. كان مغلقاً (قد يكون صاحبه "رفيقنا" نزل للمشاركة بتهنئة سمير..من يدري!!) في الإنتظار .. كانت فرصة لنا لمناقشة بعض الأمور والمستجدات...وبعض المزاح .. كانت في هذه الاثناء تجري اتصالات مع بسام لمعرفة وقت وصولهم الى عبيه.. فيصلنا جواب "بعد قليل".. استمر الوضع هكذا الى الساعة الرابعة الا عشر دقائق ، كنا حينها نقف خارج منزل سمير ..و.. وصل أخيراً.. أطل سمير ووجهه يظهر منه نور عجيب رغم الإرهاق والتعب.. ينظر الى كل واحد فينا ويتفرس بنا بنظراته مبدياً اهتمامه لمعرفة كل واحد منا..تخيلوا الشعور.. من جهتي لم أعد أحس بشيء غير الفرح الممزوج بمقاومة دموع كانت تنزل...
ودخلنا باحة المنزل.. هنا حيث كان يلعب سمير عندما كان طفلا .. ليعود اليها رجلاً.. بطلاً.. همست في أذني مريم"هنا كان ينام سمير.. سريره " .. أم سمير قالت لي " لا تصدقي ان شهيدا يموت..انه حي فينا دوماً".... أحببت في تلك اللحظات أن أضم "أم جبر" الى صدري كما ضممت "أم سمير".. رائعة هذه المرأة !!
جلسنا نتفحص وجوه الوفود الأخرى.. فجأة تنبهنا الى وجه مألوف.. كانت صاحبته تجلس بالقرب من سمير..أهمس للجالسة قربي..اليست هي "ليلى خالد".. ما كدت انتهي من لفظ اسمها حتى رأيت أحمد يقوم ويقول" أهلا أهلا بالرفيقة ليلى خالد" ..
انها هي.. انه لشرف عظيم لنا أن نجتمع في نفس الوقت بالمناضلين البطلين في هذا اليوم..
عرفنا عن أنفسنا "بعض أعضاء موقع ومنتدى جمول" وأوصلنا لسمير السلام والتحية من الأسيرات الفلسطينيات المحررات ومن أهل عكار وخصوصا من الدكتور جان الشيخ وقلنا كلمة ترحيب به وبما يعنيه نضاله ونضال المقاومين لنا وللشعوب العربية.. لم نستطع التحدث مطولاً معه نظراً لضيق الوقت ولكثرة الناس المتوافدة وخصوصا في هكذا مناسبات.. فطلبنا بنهاية اللقاء موعدا جديدا لبقية الأعضاء الذين سيصلون لاحقا الى لبنان "في شهر آب" وللرفاق المقيمين في لبنان الذين لم يتسنى لهم الحضور اليوم.. فرحب سمير بالقول " طبعاً .. وبيكون افضل لو يكون بشهر آب هيك بتكون خفّت العجقة"..
تركت سمير .. وسعادتي لا توصف للقاءه ولتقبيله وللنظر اليه وخصوصاً انني لم أيأس يوماً حين يئس الكثيرون بأن يتحقق حلمي بأن يصبح يوماً سمير حراً حراً حراً...
للأسف ..... كنا نأمل أن نجتمع مجددا مع سمير على حدة يوم لقاء "جمول 2" ب 10 آب لكن بسام أخبرني بأن سمير للأسف سيكون في هذا اليوم في المستشفى لاستئصال البحصة....تمنينا لسمير دوام الصحة والعافية على أمل أن نجتمع به في لقاء خاص هادئ..