مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الجمعة، 25 نوفمبر 2005

لا تعارض بين السياسة والثقافة! الرفيق مهدي عامل


















قال الرفيق مهدي عامل

لا تعارض بين السياسة والثقافة ! وكيف يكون تعارض بين الإثنتين؟ كيف يصح اختيار الواحدة ضد الأخرى في منظور التاريخ الثوري؟

لإن كانت في البدء الكلمة.. فلقد كانت بدئيآ مبدعة!! وللحرية كانت ضد القمع.. تناضل وتثابر في رفض الظلم! وللحب كانت في قلب الإنسان.. تؤسس في فعل التغيير معناها! وتجود بالجميل يحتج على قبح العالم في نظم الإستبداد

هكذا تتكون الثقافة دومآ ضديآ، تنمو وتتكامل في صراع مستمر ضد كل قديم يموت ! وفي البدء كانت السياسة صراعآ مستمرآ بين قوى التغيير الثوري وقوى تأبيد الواقع. يخطئ من يظن أن السياسة نظام حكم أو مؤسسات أو أنها بالدولة تتحدد ... إنها في ذلك من موقع نظر البرجوازية وأيديولوجيتها المسيطرة، لكنها في منظور العلم والتاريخ.. صراع طبقي شامل كل حقول الحياة ، لا هامش فيه لرافض بالوهم أن يكون له فيه موقع

إنها حركة التاريخ في مجرى صراع له المتن.. والهامش فقط لمن قد مات، أو كان من موقعه في الماضي رفيق درب للموت

إذآ ، لكل ناشط في الحياة أن يأخذ موقعآ وأن يحدد موقفآ ! أمع الثورة أم ضدها؟

بالكلمة الفاعلة واليد المبدعة.. والثورة ليست لفظآ أو تجريدآ، إنها طمي الأرض ، لا يعرفها من يخاف على يديه من وحل الأرض...!! وكيف تكون الثورة نظيفة.. وهي التي تخرج من أحشاء الحاضر متسخة به تهدمه وتغتسل بوعد أن الإنسان جميل حرا !!! فلتتوضح كل المواقف.. ولتتحدد كل المواقع.. ولتكن المجابهة في الضوء

كيف يمكن للثقافة أن يكون لها موقع الهامش في معركة التغيير الثوري ضد الفاشية والطائفية؟ كيف يمكن للمثقف أن يستقيل من نضال ينتصر للديمقراطية ... هو أوكسيجين الفكر والأدب والفن؟

بوضوح أقول : فالوضوح هو الحقيقة ، من لا ينتصر للديمقراطية ضد الفاشية، للحرية ضد الإرهاب، للعقل والحب والخيال وللجمال ضد العدمية وكل ظلامية في لبنان الحرب الأهلية وفي كل بلد من عالمنا العربي وعلى امتداد أرض الإنسان ، من لا ينتصر للثورة في كل ان ، مثقف مزيف وثقافته مخادعة مرائية. إذا تكلم على الثورة في شعره أو نثره .. فعلى الثورة بالمجرد يتكلم من خارج كل زمان ومكان.. لا عليها في حركة التاريخ الفعلية وشروطها الملموسة! وإذ يعلن في نرجسية حمقاء أنه يريدها... فبيضاء لا تهدم ولا تغير!! تبقي القائم بنظامه .. وتحن إليه إذا تزلزل أو احتضر

كثيرون هم الذين في لبنان يحنون إلى لبنان ما قبل الحرب الأهلية ويريدون التغيير لعودة إلى الماضي ويريدونه ايقافآ لانهيارات الزمان... أما الاتي فمن الغيب.. إلى الغيب . إنه موقف المنهزم لا بصراع.. بل بتسليم واستكانة. إنه موقف من يصنع ( بضم الياء ) التاريخ بدونه وله في التاريخ موقع ترفضه الثقافة ، إذ الثقافة في تعريفها مقاومة. فإذا ساوت بين القاتل والقتيل انهزمت في عدميتها فانتصر القاتل وكانت في صمتها شريكته









ليست هناك تعليقات: