مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الاثنين، 12 ديسمبر 2005

انتحار


ثائر غندور

إنها سيجارة الكلواز تلجأ اليها مجددا. كأس الويسكي لم تعد تفارق شفتيك. أغرمت بها. انت اصلا شاذ. زيارة مركز الحزب الشيوعي اصبحت روتينا يوميا لك، مع ان الكثيرين يقولون ان الحزب اصبح حزبا خشبيا. <<الحرس القديم>> في الحزب ما زال قويا جدا. عناصره باتوا متغلغلين في الحزب كالسرطان، بحاجة الى استئصال. هؤلاء الذين يحدلون المواقف والتحليلات السياسية الى ملجأ يتلطون خلفه. باتوا في مكان وقاعدة الحزب في مكان آخر. يمعنون في قتل حركة الامين العام خالد حدادة التغييرية

ترفض، تنتفض.تحاول التغيير من الداخل. تتردد. لكنها محاولة من محاولات كثيرة خاضها الكثير من رفاقك. معظمها باء بالفشل، تعترف لأحدهم انك تحبها، تتهرب. <<فأنت صغير السن>>. وكأن الانسان يقاس بالتأريخ العنصري. التأريخ الميلادي عنصري. فهو يؤرخ البشرية من ولادة المسيح. والتأريخ الهجري عنصري، يؤرخ البشرية منذ هجرة الرسول. قمة العنصرية، اختزال تاريخ الانسان كله ب2005 سنوات عنصرية انتقلت الى اللبناني. قل خلقها اللبناني

تفرح بكونك لبنانياً. فالله خلقك من طينة غير طينة البشر. كأن ترابك كان مجبولا بالذهب. تتغنى <<بكم>> ارزة على طريق الانقراض. تتغنى بعبقرية جبران خليل جبران الذي رفض لبنانك الطائفي والعنصري والاستهلاكي. تفتخر بفيروز. لكنها غنت لبنان الوطن وليس لبنان المؤلف من <<شوية>> طوائف. تفاخر بتنوعك الطائفي... كأنه تنوع حضاري. لكنه حوّلك الى مجرد عدد او رقم يستفيد منه زعيم طائفتك

ألا تنتبه؟ ينقسم لبنانك اليوم مجددا على نفسه، على توازنه الطائفي. يحضّر نفسه لحرب جديدة لتكوين توازن طائفي آخر. كنت تتمنى ان تكون هي بريق الامل. ان تكون الملجأ الاخير الذي تهرب اليه مع انهيار كل شيء حولك، فأنت بنظر اهلك رجعي، لانك ضد السلم مع <<اسرائيل>>، تلتزم منزلك في بيروت وتمتنع عن زيارة اهلك

زملاؤك في الجامعة يعزلونك. فأنت قريب من المعارضة على حد قولهم. ضد المقاومة والعروبة حسب قولهم... تذكرهم بقول نزار قباني: انا يا صديقتي متعب بالعروبة، فهل العروبة لعنة وعقاب

تسألهم هل العروبة والوطنية والمقاومة، تعني القمع وانظمة مخابراتية ومخافر وكلابا؟

اصدقاؤك في الفرع الثاني يبتعدون عنك. فأنت بنظرهم قريب من الموالاة. فإذا لم ترفع شعار <<مسلم مسيحي لبنان>> يعني انك تابع لسوريا. تذكرهم بأن المخابرات السورية اعتقلتك سابقا لمدة اسبوعين

لم تعد تفهم شيئا. المعارضة تصنفك مواليا، والموالاة تصنفك معارضا. لكنك مع الاثنتين معا وضده الاثنتين معا

انت مع الخروج السوري، لكن مع الحفاظ على سلاح المقاومة... يرفضونك ويعزلونك. تحاول ان تفهم. ان تقبلهم. لكنك ترفضهم، ترفض كل شيء من حولك

تفقد حواسك

تفضل هيفاء وهبي على فيروز

تقرأ ميشال حايك بدلا من جبران خليل جبران

تأكل الهمبرغر بدلا من المجدرة

تلعب البوكر بدلا من الليخة

تتذكر خليل حاوي؛ ذلك الشاعر الذي انتحر رفضا لاحتلال بيروت عام 1982. تقول انت بأن الانتحار قد يكون هروبا من الاستسلام

اتعرف شيئا. أحسك تشبه خليل حاوي، الله يرحمه

2005/04/06

جريدة السفير

ليست هناك تعليقات: