مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الاثنين، 12 ديسمبر 2005

عشتم وعاش لبنان

محمود مرعي

نداء نداء نداء إلى جميع المجرمين الكبار، إلى جميع النشالين المتهورين، الى جميع الفاسقين الأجلاء، الى جميع الزعران المهضومين بعد أن ولى شهر التسوق في شباط، وبعد نجاح عظيم قررت الدولة أن تجعل من شهر أيار كل أربع سنوات، بعد الانتخابات النيابية شهر الحسومات على جميع الأحكام القضائية الكبيرة فقط، شرط أن يستفيد منها من له خبرة في اغتيال رؤساء الوزارات والشخصيات السياسية ومن له الخبرة في قتل الناس داخل المعابد وخبرة في محاربة الجيش اللبناني وقتل ضباطه ومن له خبرة في بيع الوطن ومن له القدرة على قتل الأطفال الرضع والنساء داخل المنازل في وضح النهار أو الليل لا فرق عندهم. كل هؤلاء قررت الدولة الحديثة ببعض نوابها وديموقراطيتهم السماح لمن يرغب بقطع الطرقات وإقامة الحواجز والخيم في أي مكان على الأراضي اللبنانية وترك مساحة شاسعة لهم في وسط المدينة لإقلاق راحة التجار وأصحاب المحلات والمؤسسات تمهيداً لإقفالها وطرد العمال من وظائفهم وإحلال الفوضى والسكر مع تأمين الوجبات الغذائية السريعة لكي لا ينزعج خاطرهم. لا يستفيد من هذا العرض إلا أصحاب الجرائم الكبيرة ومن باعوا وطنهم إلى الشيطان الإسرائيلي وأننا بهذه المناسبة السعيدة نخبركم أن زعيم العملاء سيعود من إسرائيل الى لبنان خلال فترة قصيرة جدا حسب الموضة وأن زعماء الديموقراطية سيقيمون له احتفالا حاشدا ويستقبلونه استقبال الفاتحين وليس الهاربين. استفيدوا من هذا العرض ولا تحملوه بالطول أيها المجرمون لا تدعوا افرصة تفوتكم زورونا تجدون ما يسركم. أما أنتم أيها المجرمون الصغار النزلاء في أقبية السجون فالعفو لا يشملكم لأن جرائمكم صغيرة والسجن هو عقابكم لأننا نخجل أن تهدروا وقت القضاة والمحكمة على أمور صغيرة وتافهة إن هذا هو عقابكم الى أن تصبحوا متمرسين في عالم الجريمة والسرقة. نعم أيها السادة ان الحروب يخطط لها الأذكياء، يخوضها الأبطال ويحصدها الجبناء. هذا هو وطننا هذه هي حياتنا هذه هي ديموقراطيتنا هؤلاء هم زعماؤنا وهذه هي عصفوريتنا عشتم وعاش لبنان

2005 جريدة السفير

ليست هناك تعليقات: