مصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها‬‎
احمد .. 9 سنوات , وطفولة عَمدها الحصار

الاثنين، 12 ديسمبر 2005

سلاح المقاومة ليس المسألة


الياس سابا

سلاح المقاومة ليس المسألة... المسألة هي الموقف من إسرائيل

منذ صدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559، وحتى قبل ذلك أيضاً، شكّل سلاح <<حزب الله>> أحد أهم محاور النقاش السياسي، حتى لا نقول الخلاف والفرز بين اللبنانيين (وغيرهم طبعاً). وفي قناعتنا، أن موضوع حيازة <<حزب الله>> للسلاح ليس هو القضية الأساس. كما أن حيازة أي فريق لبناني آخر للسلاح المعد لمقاومة إسرائيل لا يجوز أن يكون لبّ الخلاف والاختلاف. ذلك أن سلاح مقاومة إسرائيل، ليس سوى وسيلة، ولا يمكن أن يكون هو الغاية أو الهدف بحد ذاته. من هنا، فإن التركيز على موضوع سلاح <<حزب الله>> يغلّب الفرع على الأصل، عن قصد أو غير قصد. أما الأصل.... أما القضية.... أما المسألة.... فهي في الموقف من إسرائيل: هل أن إسرائيل عدو أم بلد جار؟ فإذا اعتبرنا أن إسرائيل عدو فإن النتيجة المنطقية لذلك تصبح وجوب مقاومتها بكل ما أوتينا من أسلحة ووسائل. وبديهي أن يكون السلاح العسكري في مقدمة الوسائل المعتمدة خلال مرحلة الصراع المسلح معها وقبل التوصل إلى سلام <<شامل وعادل ودائم>>. وهكذا، لا تعود قضية احتلال إسرائيل لمزارع شبعا (ولا موضوع ملكيتها؟)، ولا قضية <<القرى السبع>> ذات تأثير مباشر على ملاءمة وأحقية <<حزب الله>> بحمل السلاح ضد إسرائيل! بل يصبح النقاش محصوراً في المفاضلة بين مختلف أنواع الأسلحة الممكن استعمالها، وبين من يحمل السلاح وبين مختلف استراتيجيات المقاومة إلخ

أما متى تم التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم، فالقضية تصبح أكثر دقة وتعقيداً، ولكنها لا تتلاشى أو تختفي. ذلك أنه حينذاك يصبح علينا أن نواجه ونجيب على السؤال حول ما إذا كنا نعتبر إسرائيل مجرد بلد جار أم أنها دولة لها أطماع فينا، في مياهنا وفي السيطرة على اقتصادنا وعلى قرارنا السياسي الخ... أي، هل ننظر إليها كما ننظر إلى أية دولة عربية شقيقة (ولا نقول سوريا حتى لا نُحرج أحداً)؟ وهل سنكون مستعدين لإقامة علاقات معها تماماً كمثل العلاقات التي نقيمها أو نرغب في إقامتها مع باقي الدول العربية؟ وإذا رفضنا أن نعاملها كما نعامل الدول العربية الشقيقة، فهل سنعاملها معاملة الدول الصديقة، كفرنسا أو إيطاليا أو البرازيل إلخ... على سبيل المثال؟ (وهنا يُطرح موضوع <<التطبيع>> ولنا حوله كلام كثير ولكن في مجال لاحق). أم أننا سنعتبرها حالة فريدة من نوعها ونعاملها بطريقة لا تشبه معاملتنا لأية دولة أخرى؟

في ما خصنا نحن، فلقد حددنا خياراتنا منذ قيام الدولة العبرية. ولم نغيّرها أو نبدلها قط. بل إن السياسة التي اعتمدتها إسرائيل منذ قيامها، وتجاه جميع الدول العربية بلا استثناء (تلك التي هادنتها أو التي جابهتها على السواء) وتجاه حقوق الشعب الفلسطيني تحديداً، تؤكد لنا، وبشكل مستمر، صحة خياراتنا هذه. وعليه، فنحن من القائلين إن الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع مستمر لا ينتهي، وإن نُزعت عنه صفة الصراع المسلح في بعض المراحل. من هنا، فنحن نعتبر أن مقاومة إسرائيل واجبة في كل حال، وإن كانت هذه المقاومة قد تأخذ أشكالاً مختلفة غير الصراع المسلح بعد أن تتوصل المنطقة إلى سلام شامل وعادل ودائم

وهكذا، فالمسألة تكمن في الموقف من إسرائيل وليس في سلاح المقاومة

2005 جريدة السفير


ليست هناك تعليقات: